تواصلت ردود الفعل الدولية على
العدوان “الإسرائيلي” على غزة، وتراوحت بين الإدانة الشديدة و”التمني”
والتأييد. وأبرز هذه الردود كان الموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء التركي
رجب طيب أردوغان الذي شن هجوماً عنيفاً على “إسرائيل” وقال ان التاريخ
سيحاسب قادتها.
وكان اللافت أمس، خروج الرئيس
الأمريكي المنتخب باراك أوباما عن صمته في تصريح خجول فلخص بأنه قلق
ويراقب الوضع في غزة، مكرراً أن من يتخذ القرارات حالياً هو جورج بوش.
فقد عبر رئيس الوزراء التركي رجب
طيب أردوغان من جديد عن رد فعله العنيف على العدوان “الإسرائيلي” على
الشعب الفلسطيني في غزة وقال إن تركيا حكومة ودولة وشعبا لا ولن تكون ألى
جانب الظالمين “الإسرائيليين” داعيا المجتمع الدولي للعمل العاجل من أجل
وضع حد نهائي لهذا الظلم الغاشم. وخاطب أردوغان وزيرة الخارجية
“الإسرائيلية” ليفني ووزير الدفاع أيهود باراك وقال إن التاريخ سيسجل لكما
هذا العار، داعيا إياهما للتخلي عن الحسابات الضيقة الخاصة بالانتخابات
وقال ان دماء الأطفال والنساء والعزل من الفلسطينيين يجب أن لا تكون ثمنا
لهذه الحسابات.
وأضاف أن الأتراك العثمانيين
أنقذوا أجداد ليفني وباراك من مظالم الصليبيين في أسبانيا عام 1490 لدى
سقوط الدولة الأندلسية. ورد أردوغان على انتقادات “الإسرائيليين” له فيما
يتعلق باتخاذ مواقف عاطفية تضامنية مع الشعب الفلسطيني وقال “نعم أنا
عاطفي عندما أرى ما تفعله الهمجية “الإسرائيلية” بحق الفلسطينيين”، وأضاف
“أن هذه الهمجية لطخة عار في جبين البشرية جمعاء وأن تركيا حكومة ودولة
وأمة لا ولن تغفر ل”الإسرائيليين” هذه المظالم”.
ولفت أردوغان الانتباه الى رد فعل
الكثير من يهود العالم أيضا على العدوان الظالم في غزة وقال إن حكام تل
أبيب أغلقوا آذانهم على كل صوت شريف وإنساني وأضاف أن المظاهرات التي خرجت
وتخرج يوميا في كل مدن تركيا تعكس بكل وضوح حساسيات الشعب التركي وتعاطفه
وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وأن أحدا لا يستطيع أن يتجاهل رد الفعل الشعبي
في تركيا. وحمل أردوغان من جديد “إسرائيل” مسؤولية الحرب الأخيرة وقال
عنها إنها لم تحترم شروط التهدئة على الرغم من التزام حماس بها وأشار إلى
الحصار غير الإنساني لغزة منذ عامين ووصتف الموقف “الإسرائيلي” بأنه غير
إنساني وظالم وغير مقبول.
وذكر أردوغان بمعاملة السلطات
“الإسرائيلية” له عندما أجبرته على الانتظار في سيارته أكثر من 30 دقيقة
عندما أراد زيارة رام الله وقال إن هذه السلطات التي تعامل رئيس وزراء
دولة مهمة مثل تركيا هكذا فكيف لها أن تعامل الشعب الفلسطيني بإنسانية؟
واعتبر أردوغان فلسطين قضية كل
العرب والأتراك والشرفاء في جميع أنحاء العالم وقال إنه دون حل المشكلة
الفسطينية فلن يكون هناك أمن واستقرار وسلام في العالم.
ويصل رئيس مجلس الأمن القومي
الإيراني سعيد جليلي الى أنقرة اليوم الأربعاء حاملاً رسالة الى الرئيس
التركي عبدالله غول من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد تتعلق بالهجوم
“الإسرائيلي” على قطاع غزة.
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي
فرنسوا فيون أمس ان هناك “كوة ضيقة نحو وقف لإطلاق النار” في غزة، معللاً
هذا الأمر بعودة الرئيس نيكولا ساركوزي الى مصر للقاء نظيره المصري حسني
مبارك مجدداً.
واعتبر موفد اللجنة الرباعية
الدولية الى الشرق الأوسط توني بلير ان وقفاً فورياً لإطلاق النار في قطاع
غزة يظل رهناً ب”عمل واضح” يتيح وقف عمليات تهريب السلاح عبر الأنفاق التي
تتيح إمداد حركة حماس بالأسلحة.
وأبدى الرئيس الأمريكي المنتخب
باراك أوباما “قلقه الشديد” حيال الأزمة في قطاع غزة، لكنه شدد على أنه لا
يريد التدخل في “مفاوضات حساسة” تخوضها إدارة الرئيس جورج بوش.
ورداً على سؤال عما إذا كان
الهجوم “الإسرائيلي” على حماس سيؤثر في أولويات برنامج عمله الاقتصادي،
قال أوباما الذي يتسلم مهماته في 20 الشهر الحالي “بكل تأكيد، ان القضايا
الدولية تثير قلقاً كبيراً”.
وأضاف للصحافيين “أعتقد أنه يتوجب
على أي رئيس أو رئيس منتخب وفريقه أن يقوموا بعدة أشياء دفعة واحدة.
بالنسبة للوضع في غزة، أنا أتابعه يوماً بيوم”.
لكنه تدارك “أواصل التأكيد أنه
على صعيد الشؤون الدولية، من الأهمية بمكان التزام مبدأ وحدة الرئاسة،
خصوصاً لأن مفاوضات حساسة تخاض حالياً ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن يكون
لنا صوتان يتحدثان باسم الولايات المتحدة”.
أما الرئيس الأمريكي جورج بوش
فاستمر في دعمه الحازم لحليفه الأكبر “الإسرائيلي” رافضاً أي وقف إطلاق
نار في غزة لا يترافق مع شروط تضمن أمن “إسرائيل”، وذلك بالرغم من صدور
دعوات الى هدنة فورية.
بدوره، قال الأمين العام للأمم
المتحدة بان كي مون انه يعتزم لقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش لبحث مشروع
قرار أعدته الدول العربية ويدعو لوقف إطلاق النار.
ووجهت الحكومة البرازيلية انتقادات حادة للهجوم “الإسرائيلي” على غزة معتبرة إياه إرهاب دولة.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون عن أمله في إمكانية التوصل الى أساس لوقف فوري لإطلاق النار.